اتصل بنا
WhatsApp


اسباب دوالي الساقين
تُعد دوالي الساقين من أكثر المشكلات الوريدية شيوعًا، والتي تصيب نسبة كبيرة من الرجال والنساء حول العالم، خاصة مع التقدم في العمر أو نتيجة نمط الحياة الخامل، وتؤثر على جودة الحياة والمظهر الجمالي وصحة الدورة الدموية. في هذا المقال، نتناول بالتفصيل اسباب دوالي الساقين، وأعراضها، والمضاعفات التي قد تنتج عنها، إلى جانب طرق العلاج الفعالة والنصائح الوقائية للحفاظ على صحة الأوردة.
ما هي دوالي الساقين؟
دوالي الساقين هي أوردة منتفخة ومتعرجة تظهر عادة على سطح الجلد، في منطقة الساق والفخذ، على هيئة أوردة زرقاء أو أرجوانية بارزة تحت الجلد، وغالبًا ما تكون مصحوبة بألم أو شعور بالثقل في الساقين. وتحدث هذه الحالة عندما تفشل الصمامات الصغيرة داخل الأوردة في منع رجوع الدم نتيجة ضعف أو تلف في هذه الصمامات، فيتجمع الدم داخل الوريد، مما يؤدي إلى تمدده وظهوره بشكل بارز تحت الجلد.
ما هي اسباب دوالي الساقين؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بدوالي الساقين، ومن أهمها:
- الوراثة: إذا كان أحد الوالدين أو أفراد العائلة مصابًا بدوالي الساقين، تزداد احتمالية إصابتك بها نتيجة لعوامل جينية تؤثر على مرونة جدران الأوردة وكفاءة الصمامات.
- الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: يعيق الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة عودة الدم من الساقين إلى القلب، مما يرفع الضغط داخل الأوردة ويؤدي إلى تلف الصمامات بمرور الوقت.
- الحمل: تؤثر التغيرات الهرمونية وزيادة الضغط داخل البطن أثناء الحمل على الدورة الدموية وتؤدي إلى توسع الأوردة، خاصة في الساقين.
- زيادة الوزن: يضع الوزن الزائد عبئًا إضافيًا على أوردة الساقين، ويؤثر على قدرة الصمامات على أداء وظيفتها بشكل فعال.
- قلة النشاط البدني: تضعف قلة الحركة عضلات الساق المسؤولة عن دعم تدفق الدم في الأوردة العميقة، مما يزيد من خطر الإصابة بالدوالي.
- العمر: مع التقدم في السن، تفقد الأوردة مرونتها الطبيعية وتضعف الصمامات، مما يزيد من احتمالية ظهور دوالي الساقين.
مرض الدوالي بالصور:
تساعد رؤية الصور التوضيحية المرضى على التعرف على شكل الدوالي في مراحلها المختلفة. في الحالات المبكرة، قد تكون الأوردة المصابة رفيعة وبالكاد تُلاحظ. أما في المراحل المتقدمة، فتظهر الأوردة بشكل بارز ومتعرج مع تغير لون الجلد، وفي بعض الأحيان تظهر قرح مؤلمة حول الكاحلين. وتشمل الصور عادة:
- دوالي بسيطة سطحية بلون أزرق أو أرجواني.
- انتفاخات واضحة ومتعرجة في الفخذ أو الساق.
- حالات مع تورم واحمرار وتغيرات جلدية.
ويمكن للطبيب من خلال الفحص السريري والموجات فوق الصوتية أن يحدد مدى تطور المرض ويقترح أنسب طرق العلاج.
اعراض دوالي الساقين:
تظهر اعراض دوالي الساقين تدريجيًا، وقد تكون مزعجة سواء من الناحية الجمالية أو الصحية. ومن أبرز الأعراض التي تستدعي الانتباه:
- ظهور أوردة بارزة وملتوية تحت الجلد، وغالبًا ما تكون زرقاء أو أرجوانية اللون.
- ثقل أو تعب في الساقين، خاصة بعد الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
- تورم القدمين والكاحلين في نهاية اليوم.
- شعور بالحرقان أو النبض في الأوردة المصابة.
- حكة في محيط الوريد، وقد يترافق ذلك مع تغير في لون الجلد.
- تشنجات ليلية أو ألم أثناء النوم.
وفي الحالات المتقدمة: تظهر تقرحات جلدية حول الكاحل أو وجود نزيف من الأوردة المتوسعة.

اسباب دوالي الساقين عند النساء:
تعاني النساء من دوالي الساقين بنسبة أعلى من الرجال، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل هرمونية ووظيفية تؤثر على الأوعية الدموية. ومن أبرز اسباب دوالي الساقين عند النساء:
- التغيرات الهرمونية: تؤثر هرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون على مرونة جدران الأوردة، وتؤدي إلى ارتخاء الصمامات الوريدية، خاصة خلال فترات الحيض والحمل وانقطاع الطمث.
- الحمل المتكرر: يؤدي الحمل إلى زيادة حجم الدم في الجسم، ويضغط الجنين على الأوردة الحوضية، ما يعيق تدفق الدم من الساقين ويرفع خطر الإصابة بالدوالي.
- استخدام موانع الحمل الهرمونية: تؤثر حبوب منع الحمل وبعض العلاجات الهرمونية على نظام الأوعية الدموية، وقد ترفع من احتمالية الإصابة بضعف صمامات الأوردة.
- الوقوف لفترات طويلة: تعمل العديد من النساء في وظائف تتطلب الوقوف لساعات، مثل التعليم أو التمريض أو حتى الأعمال المنزلية، مما يعيق عودة الدم إلى القلب ويزيد من خطر تكوّن الدوالي.
أضرار دوالي الساقين للنساء:
رغم أن دوالي الساقين تُعتبر في البداية مشكلة جمالية، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى تطورات صحية مؤلمة تؤثر على الحياة اليومية. من أبرز أضرار دوالي الساقين للنساء:
- الشعور بالثقل والإرهاق في الساقين، خاصة بعد النشاط أو في نهاية اليوم.
- تورم الكاحلين والقدمين نتيجة تراكم السوائل.
- حكة مستمرة أو إحساس بالحرقان في محيط الأوردة المصابة.
- تغير لون الجلد أو ظهور بقع داكنة حول الدوالي.
- تكوّن قرح وريدية مؤلمة في المراحل المتقدمة، قد تستغرق وقتًا طويلًا للشفاء.
- تجلط وريدي سطحي أو عميق في بعض الحالات النادرة، مما يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
وقد يؤدي تجاهل الأعراض إلى تدهور الحالة، لذا من المهم استشارة الطبيب فور ملاحظة أي تغير في شكل الأوردة أو الشعور بآلام مزمنة في الساقين.
اسباب دوالي الساقين عند الرجال:
رغم أن النساء أكثر عرضة للإصابة، إلا أن اسباب دوالي الساقين عند الرجال لا تقل أهمية، وتكمن في عدة عوامل تشمل:
- المجهود البدني الشديد: يؤدي رفع الأوزان الثقيلة أو ممارسة الأعمال الشاقة إلى زيادة الضغط داخل الأوردة، ما يضعف الصمامات الوريدية بمرور الوقت.
- الوقوف المطول في العمل: يعمل الكثير من الرجال في وظائف تتطلب الوقوف لفترات طويلة، مثل العمال والفنيين، مما يعيق الدورة الدموية ويُحفز ظهور الدوالي.
- السمنة: يزيد الوزن الزائد من الضغط على أوردة الساقين، ويعيق تدفق الدم الطبيعي، وهو من العوامل الشائعة المسببة للدوالي عند الرجال.
- التقدم في العمر: مع التقدم في السن، تضعف جدران الأوردة تدريجيًا، مما يؤدي إلى خلل في وظيفة الصمامات وتكوّن الدوالي.
- العوامل الوراثية: يلعب التاريخ العائلي للدوالي دورًا كبيرًا في تحديد احتمالية الإصابة لدى الرجال أيضًا.
طرق علاج دوالي الساقين:
تتوفر اليوم العديد من طرق علاج دوالي الساقين، وتختلف باختلاف الحالة ودرجة تقدمها. تشمل العلاجات:
1. العلاج التحفظي (غير الجراحي):
- ارتداء الجوارب الضاغطة لتحسين تدفق الدم.
- رفع الساقين بشكل منتظم.
- ممارسة الرياضة لتحفيز الدورة الدموية.
- تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
2. العلاج بالليزر أو التردد الحراري: يتم استخدام موجات حرارية لغلق الوريد المصاب بدون جراحة.
3. الحقن (العلاج بالتصليب - Sclerotherapy): حقن مادة تؤدي إلى إغلاق الوريد تدريجيًا وتلاشيه.
4. الجراحة التقليدية (نزع الوريد): تُستخدم في الحالات المتقدمة، وتتضمن إزالة الوريد المصاب بالكامل.
5. العلاج بالقسطرة (قسطرة الوريد): يتم إدخال قسطرة داخل الوريد لتوصيل طاقة حرارية تُغلق الوريد.
ويختار د. وليد الدالي الطريقة الأنسب بناءً على حجم الوريد، الأعراض، والصحة العامة للمريض.

مضاعفات دوالي الساقين:
قد يؤدي إهمال علاج دوالي الساقين إلى تطورات ومشاكل أكثر تعقيدًا. ومن أبرز مضاعفات دوالي الساقين:
- الالتهاب الوريدي السطحي (phlebitis)، وهو التهاب يصيب الوريد المصاب بالدوالي، وغالبًا ما يرافقه ألم وتورم.
- الجلطة الوريدية العميقة (DVT)، وهي أخطر المضاعفات، وتحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
- نزيف تحت الجلد نتيجة تمزق أحد الأوردة السطحية المنتفخة.
- تقرحات وريدية يصعب التئامها، خاصة حول الكاحلين.
- تغيرات دائمة في لون الجلد بسبب ركود الدم المزمن.
- احمرار مزمن أو حكة جلدية شديدة.
نصائح للوقاية من دوالي الساقين:
الوقاية خير من العلاج، وهناك مجموعة من العادات الصحية التي تقلل من احتمالية الإصابة بـ دوالي الساقين، من أهمها:
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على أوردة الساق.
- ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة المشي والسباحة وركوب الدراجات.
- رفع الساقين عند الجلوس أو النوم لتحسين عودة الدم إلى القلب.
- تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة دون تحريك الساقين.
- ارتداء الجوارب الضاغطة عند الحاجة، خاصة أثناء السفر أو العمل.
- التقليل من ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لفترات طويلة.
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف لتجنب الإمساك، والذي يُعد أحد مسببات زيادة الضغط في أوردة الساق.
وختامًا:
يساعد التعرف على اسباب دوالي الساقين ومتابعة الأعراض في وقت مبكر في تجنب الكثير من المضاعفات المزعجة، خاصة مع توافر تقنيات طبية حديثة لعلاجها بسهولة وفعالية. ولأن الوقاية تبدأ بالعناية اليومية، فإن تغيير بعض العادات البسيطة قد يصنع فارقًا كبيرًا في حماية أوردة الساقين. إذا كنت تعاني من أعراض الدوالي أو لاحظت تغيرات في شكل الأوردة، لا تتردد في استشارة د. وليد الدالي لتقييم حالتك وتحديد الخطة العلاجية المناسبة.